Wednesday, July 20, 2005

زمـن فـقدان الدهـــشة

في هذا الزمن بدأنا نفقد الدهشة من أمور كنا نعدها من عجائب الزمان فالأحداث السريعة والمشاهد غير المألوفة متسارعة
فما أن تتفكر في واحدة حتى تلطمك الثانية دون أن تأخذ الأولى حقها في التحليل والهضم
لذا سوف اسطر مشاهداتي علني أنقلك عزيزي القارئ لتتفكر معي بما يحدث
تخيل انك توقف احد هذه المشاهد لتحليلها ثم انتقل للذي يليه وهكذا ،وهذه المشاهد ذات دلالات خطيرة على واقع حياتنا اليومية.

فمثلا مشهد القتل اليومي المتصاعد في العراق بعد قرابة ثلاثة سنوات من تحريره من قبضة النظام البعثي
مشهد مؤلم يفقدك الدهشة يوما بعد يوم فالمتوقع تناقص هذه الآلام باعتبار أن الاستقرار هدف للجميع ولكنه يزداد يوميا وبشكل اعنف
والذي كان يجعلك تفتح فاهك دهشة هو قتل الأطفال والعجائز دون مبرر إلا انك تغلقه بعد دقائق من سماع خبر أخر ، وكأني أحس بفتنة طائفية تطل في هذا البلد
نسال الله العافية فالفتنة شبه نائمة لعن الله من أوقظها

المشهد الثاني مشهد محلي فبيان التجمع الديمقراطي الذي يندد بتصريحات رئيس مجلس الأمة الرافض للتدخل في الشأن الكويتي من قبل سياسيين امريكين مربك جدا للمتابع للساحة ، الأمر الذي لا يدهشك هو مدى استخفاف أصحاب البيان بعقول أبناء هذا الشعب
إذ أن ذلك ما دأبوا عليه، فالحر الذي تربى على معاني الحرية والذي يعي معنى أن يكون من أصحاب الكرامة لا يقبل أن يكون تابع لأحد وان كان يحفظ الفضل لأهله

المشهد الثالث مشهد اجتماعي وهو مشهد الملابس غير المحترمة لبعض السيدات والفتيات والشباب ، فلقد بدا الأمر يخرج عن الإطار المتعارف عليه منذ عقود في مجتمعنا ، فالحقيقة ترى مشاهد غريبة ظهور واذرع وإنصاف صدور حاسرة وظاهرة دون ادني احترام لمشاعر الآخرين، والأعجب انك ترى الأم مع بناتها يفوق ملبسها مفهوم الاحتشام كأن تكون محجبة أو ترتدي العباءة وأحيانا النقاب وترافقها بناتها يرتدين ملابس غانيات الفضائيات ،وأصباغ بكميات إسمنتية تغطي وجوههن
وترى نساء لا يراعين سنهن بلغن من العمر عتيا وملابس المراهقات تملئ خزانهن ألوان صارخة وتقليعات غريبة
فالأناقة يا سيداتي وآنساتي تقتضي منكن معرفة وقت كل ملبس فالذي يلبس في السفر لا يلبس في الحضر والذي يلبس في المساء لا يلبس في العمل ولبس الأسواق ليس كلبس العزائم

أما الشباب فمناظر أرجلهم المشعرة وشعورهم الواقفة كالذين اصابتم مس الكهرباء وعضلاتهم المنفوخة مقززة للذوق العام
البساطة حلوة يا جماعة!!!!

ما يعقد لساني أخلاقيات البعض للأسف و التي تجعلك تفقد النطق لقلة الذوق والحياء التي يتسم بها البعض
كأن تكون واقف بانتظار خروج سيارة ويدخل أو تدخل سيدة قبلك فقط لأنك سائق من جنسية أسيوية
أو تكلم صاحب المحل فيدخل شخص ويطالبه بأمر وبإلحاح وكأن الواقفين حشرات وكأن الكون يتمحور حول حاجته
أما نظرة البعض التي تنقص من شأن جنسية من الجنسيات كثيرا ما تصادفها، المشاهد من هذه النوع كثيرة ويومية وكلها تدور في فلك التكبر على الناس وغمط حقوقهم

ما لم يعد يدهشني ويغيضني في نفس الوقت بعض شباب هذا الوطن المعطاء ليس له أهداف واضحة أو تخيل لما سيكون عليه حاله بعد سنوات همه فقط أخر أغنية للمطرب الفلاني، وأفضل سيارة يرغب في اقتناءها حتى لو كلف أهله ما لا يطيقون
وأخر تفتيحه للماركة العلانية، ونسوا وتناسوا أنهم عماد هذا الوطن الذي ينتظر منهم الكثير

الذي لم يعد يدهشني أيضا كباريهات الفضائيات التي بدأت تنافس الفضائيات المشفرة دون وجود رقابة لهذا الفضاء المشوش للقيم والذي يغيظني عندما تقابل مجلة أو صحيفة إحدى مطربات حي الكباريهات تنفي عن نفسها العري في الفيديو كليب المنتشر بالفضائيات وهي ن تقود حملته

والذي لم يعد يدهشني ويحزنني في نفس الوقت أزواج وزوجات تجاه ابسط المشاكل التي تعترض حياتهم الزوجية يعلنون طلب الطلاق طلبا للحرية وتخلصا من المسؤولية ، ولا أبالغ بعد أن وصلت النسب إلى 33% من عدد الزيجات أن إيقاعه وطلبه أصبح كشرب الماء
فالميثاق الغليظ يحتاج أن يسقى بالتضحيات من كل الإطراف فاتقوا الله يا أزواج ويا زوجات ولا تظلموا أنفسكم وأبناءكم


مشاهد أفقدتني الدهشة في زمن فقدان الدهشة وأصبح كل أمر عاددددددددددي

بقلم / إسراء المعتوق
محامية وكاتبة كويتية
Esraa_justice@yahoo.com

15 comments:

Eb9ara7a and his Wife said...

كلمات طيبه و متعوب عليها من أستاذه مبدعه و متميزه

Ra.1
شكرا على نقل هالمقالة
:)

غسان said...

والنعم فيها لكن كلامها متناقض. عنوان المقال زمن فقدان الدهشة، لكنها تقول: "يجعلك تفتح فاهك دهشة هو قتل الأطفال". حددي موقفكِ؛ فيه ولامافيه دهشة !!

بيان التجمع الديمقراطي أمر لايُثير الدهشة؛ أعضائه ناسين هويتهم الاسلامية.

وأختلف وياها:) منظر الأم المُحتشِمة والبنت الفاصخة مُثير للدهشة. خلونا من سالفة الدين ويجوز هالشى ولامايجوز، السالفة سالفة عيــــــــــــــب !! مايجوز اخلاقياً، شلون ترضى الام تمشي يمها؟ الريال الى ينقاله ريال يستحي يدش أي مكان بشورت. حتى السفور في سفور مُحترم وسفور رايح فيها !!

وسلامتكم وتعيشون;p

True Faith said...

والذي لم يعد يدهشني ويحزنني في نفس الوقت أزواج وزوجات تجاه ابسط المشاكل التي تعترض حياتهم الزوجية يعلنون طلب الطلاق طلبا للحرية وتخلصا من المسؤولية ، ولا أبالغ بعد أن وصلت النسب إلى 33% من عدد الزيجات أن إيقاعه وطلبه أصبح كشرب الماء
فالميثاق الغليظ يحتاج أن يسقى بالتضحيات من كل الإطراف فاتقوا الله يا أزواج ويا زوجات ولا تظلموا أنفسكم وأبناءكم


I have seen many of those in Kuwait ... it really scares me and makes me think million times before taking the marriage decision.

And still I don't see it normal :(

Purgatory said...

When I tell people the end is near, it is.

Besides, what is the sense of living in a world where one always feels like an alien (not penguin TF :P) although in reality most of the people are aliens.

I say, let the end come, am ready, are you (not you ra-1, but you as in general big lots of people you) :)?

Eb9ara7a and his Wife said...

wayid things ebhalziman ta9dim elensan
everyday nshoof mofaja2at yeedeeda sawa2 min el3amma aw min el7ikooma

aham shay ena e7na ma net2athar feeha o lazim na9mid jidam halbalawi !

9ij ena ziman foqdan elshahiya !

Dr Hassan Dawood said...

شكراً على التعريف بالكاتبة القديرة
:)

Ra-1 said...

eb9ara7a ...
كتابات الأستاذة تستاهل النقل

العفو :)

Dolfy ... thank u dear n_n

Ghassan ...
الموضوع مو متناقض
لا تصير دقيق وايد :p

Ra-1 said...

TF ... yeah that is so scary and sad :\

Purg ... LOL
آنا منصدمة إنك معلق بهالموضوع
شلون قريت مقالة طويلة بالعربي
:)

are u really ready for the end !?!

Leo ...
(أحس ان الموعادي انهم يكتبون مقال عنها) hehe :p

Ra-1 said...

aljadil ... Q8challenger ...
Thaks :)

Qaneema ... shaheyya! LOL

Ra7al ... 7ayak Allah :)

نون النساء said...

Ra.1

زمن فقدان الدهشه المفرط بالغرابه

لم يصبح هكذا الا لظاننا بدانا التعود

على هذه المناظر اعتقد انتي بعمري او اصغر/ اكبر مني بشوي

من كنا صغار واحنا نشوف حروب وجثث

أشياء تعودنا عليه لدرجة فقدنا

دهشتنا في زحمة هالمشاهد السريعه

q8_shabab said...

السلام عليكم
جزاج الله خير على الموضوع الحلو هذا

بس ياريت ننظر إلى مجتمعنا بصورة أكثر إيجابية

الكويت فيها الكثير من الظواهر الحلوة أتمنى من الأخوان و الأخوات يتطرقون لها

مالا داعي تجريح بهالمجتمع لأن التطرق للمشكلة لن يحلها اللي يحلها أن نعطي البديل لهذه الظواهر...
و آسف على الإطالة

و الله ولي التوفيق...

7amee elDyar said...

مقالة ملخبطه شوي

ما وفقت باختيار التعبيرات والكلمات

شنو ارجل مشعرة !!!

تخلي القارئ يتقزز

الله يهديها ام فيصل

Ra-1 said...

KuwaitiRa7al ...
أزور مدونتك اليوم إن شالله :)

قيلجا ...
إي والله مشاهد سريعة :\

Ra-1 said...

Q8shabab ...
welcome to my blog :)
التفاؤل حلو وترى آنا وكاتبة المقالة من أشد المتفائلين بالحياة :p
بس الواحد مضطر يتطرق للي يصير عشان يبين الغلط خصوصا إنه ناس وايد تعتقد إنه هالأشياء مو غلط بل حرية شخصية وتطور !!!

Ra-1 said...

7amee aldeyar ...
hehe :p